الراهب الذي باع سيارته الفراري

عندما قرأت الكتاب, بدا لي لوهلة و كأن الكاتب يروي مذكراته الشخصية على لسان شخص آخر ... و لكنه صاغها على شكل قصة كي يضفي عليها روح التشويق...
القصة التي عرضها تفتح عقولنا على جوانب تحيط بنا و لكن زحام الحياة منعنا من رؤيتها و استخدامها بالشكل الصحيح, و هذا هو ما يزيد التشويق المصاحب للكتاب...
يدور الكتاب حول مجموعة من الفضائل و الحكم التي يركز الكاتب عليها و على أهمية تطبيقها لتنمية نمط الحياة البشرية,, فتراه يبدأ فصله الأول بفضيلة "السيطرة على العقل", حيث يعرض مجموعة من "الحكم" كما يسميها , حول أهمية الأفكار و مدى تأثيرها على حياة البشر, و خاصة إذا أتت تلك الأفكار بصيغة ايجابية, كما يتطرق لموضوع التأمل كوسيلة للتركيز على أفكار معينة, و إفراغ العقل من كافة الأفكار السلبية العالقة به والتي تؤثر على كامل حياة الإنسان بالسلب.
ينتقل بعدها إلى الفصل الثاني, حيث يركز على فكرة وضع الأهداف, فهو يدعو كل فرد لكي يحدد لنفسه أهدافا آنية و مستقبلية , و يسعى بجهد لتحقيقها و أن تشمل أهدافه إشباع جوانبه الإنسانية الثلاث و هي الجسد و الروح و العقل .. و يؤكد على أن تحديد الأهداف يسير بالحياة على نحو منظم و يشبعها من كافة جوانبها.
بعدها يأخذك إلى "فلسفة الكايزن" و يشرح تفاصيلها , و كيفية تحقيق التكامل بين الأجزاء الثلاث المكونة للإنسان.. من ثم يحث المؤلف على العيش بانضباط, و يثبت فعالية عملية ضبط النفس, إذ أن ضبط النفس للقيام بأعمال بسيطة يؤدي بالإنسان إلى حالة عامة من الانضباط.
شارما يولي أهمية كبيرة لموضوع الصمت و كيف أن له مفعولا سحريا علينا كبشر ,, و أنه يستخدم كعلاج للكثير من الضغوط التي يمر بها الإنسان,,, كذلك ركز على فكرة التخيل الإبداعي, و كيف أنه لو وظف بشكل جيد فسوف يصنع طاقة ايجابية تدفع الإنسان لكل ما هو في صالحه. و طبعا لم يغفل أهمية الوقت و المحافظة عليه و حسن استغلاله.
أخيرا,, العلاقات الإنسانية ,, فهو يوليها أهمية كبرى, ويدفع لخدمة الآخرين بلا أنانية و البذل و ممارسة الخير ,, بشكل يومي.
و كما قالها كتاب من قبله , الحاضر هو الهدية, استغلها جيدا, و دع الماضي فقد ذهب, وخطط للمستقبل لكن لا تقلق بشأنه فعلمه عند الله.

الكتاب جميل للغاية,, و يحوي حكمة بالغة الأهمية ,, أنصحكم جميعا بالاطلاع عليه و الاستفادة من حكمته..
كتبت علياء