البيان الختامي لمؤتمر الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات

برعاية ملكية كريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز –حفظه الله- ملك المملكة العربية السعودية، عقـد الاتـحاد العـربي للمكتبـات والمعلومـات (اعلم) - وبالتعاون مع وزارة الثقافة والإعلام السعودية- المؤتمر الثامن عشر للاتحاد في مدينة جدة خلال الفترة 7-10 ذو القعدة 1428 هـ الموافق 17-20 نوفمبر 2007 م، تحت عنوان "مهنة المكتبات والمعلومات وتحديات الواقع والمستقبل ودورها في الوصول الحر للمعلومات العلمية والتقنية". وقد شارك في المؤتمر أكثر من 400 مشاركا من مكتبيين ومعلوماتيين، مهنيين وأكاديميين، من البلدان العربية الآتية: الأردن، الأمارات، البحرين، وتونس ، والجزائر، والسودان، وسورية، عمان، وفلسطين، قطر، الكويت، ولبنان، ومصر، والمغرب، واليمن والسعودية. بالإضافة إلى مشاركين بأوراق من بريطانيا وفرنسا وأمريكا، وبالمعرض من ألمانيا وهولندا وأمريكا وبريطانيا وإيطاليا. وقد التأمت عشر جلسات علمية خلال فعاليات المؤتمر وثلاث ندوات متخصصة، قدمت خلالها احدى واربعين دراسة علمية وأربع عشرة مشاركة في الندوات، بخلاف العروض والمداخلات، وتمت مناقشة كافة المحاور بشفافية وأسلوب علمي تناول الأبعاد الأكاديمية والمهنية لما فيه مصلحة المهنة وكيفية مقابلة التحديات المستقبلية وبخاصة ما يتعلق بتحديات المهنة وأيضا مسائل الوصول الحر للمعلومات العلمية والتقنية. كما أقيم على هامش المؤتمر معرض متخصص شاركت فيه العديد من الجهات الحكومية والأهلية حيث شارك فيه عد من الشركات المتخصصة بالإضافة إلى مشاركة متميزة لمكتبتي الملك فهد الوطنية ومكتبة الملك عبدالعزيز العامة.

عشرينية الاتحاد

وقد أقيمت جلسة احتفالية بمناسبة بلوغ الاتحاد عشرين عاما، تضمنت كلمة لرئيس الاتحاد سعد الزهري تذكّر فيها مؤسسي الاتحاد وما قدموه من أعمال جليلة لتأسيس الاتحاد ورعايته إلى أن وصل للجيل الحالي الذي يرعى مسيرته. كما تلا رئيس الاتحاد قصيدة شاعر الاتحاد الأول محمد بن حسن الزير التي ألقاها في يوم تأسيس الاتحاد في 19 يناير 1986. ثم استمع الحاضرون إلى أربع كلمات احتفالية بهذه المناسبة من التميمي وشعبان والصوفي وربحي عليان. يذكر أن كتابا بعنوان "الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات في عشرين سنة" من تأليف نائب رئيس الاتحاد ناجية قموح كان قد وزع على المشاركين بالمؤتمر ولقي استحسان الجميع. وكان الأمير مشعل بن ماجد، محافظ جدة، قد كرّم الحاضرين من مؤسسي الاتحاد بدروع تذكارية بهذه المناسبة وذلك في حفل افتتاح المؤتمر، وهم عبدالجليل التميمي (مع حفظ الألقاب) وشعبان خليفة وعبداللطيف صوفي وناصر السويدان ومحمد فتحي عبدالهادي ومحمد أحمد السنباني. بالإضافة إلى ذلك، فقد كرم الأمير مشعل بن ماجد يوم الافتتاح محمد فتحي عبدالهادي وقدم له جائزة الاتحاد لرواد المكتبات والمعلومات والتي ترعاها شركة النظم العربية المتطورة، حيث لقي ذلك التكريم صدى كبيرا ورضا من جموع الحاضرين.

التوصيات العلمية
بعد إلقاء الأبحاث وطرح محاور الندوات ومناقشتها ومتابعة العروض المتخصصة، توصل المؤتمرون إلى التوصيات التالية

يثني المؤتمر على مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لدعم المحتوى العربي الرقمي ويناشد مؤسسات النشر والمؤسسات الأكاديمية والبحثية والأهلية بغرض تطوير ودعم المحتوى العربي الرقمي المتوفر على الإنترنت وتشجيع وتطوير المشاريع الرامية لتحقيق هذا الهدف ومنها تطوير المصادر والأدوات الإلكترونية بشكل فاعل

العمل على صياغة "مبادرة لدعم الوصول الحر للمعلومات" تتركز على اختصاص الاتحاد ومحاولة ربطها وتعضيدها لنداء الرياض، واستشراف آراء اتحاد الناشرين العرب، واتحاد الكتاب العرب، بما يضمن لها تكاملا يحقق لها أكبر قدر من النجاح

ضرورة قيام اللجان والمجالس العلمية في المؤسسات الأكاديمية والبحثية العربية بدور واضح وقيادي لطرح معايير وآليات اعتماد وتقييم للمواد المنشورة إلكترونياً والمساهمة في ضبط وتحكيم وفرز الإنتاج المنشور إلكترونياً

حث الجهات الأكاديمية والبحثية الحكومية والأهلية إضافة للأفراد المساهمين في مجالات عمليات نشر الفكر والإبداع على إتاحة ما ينشرونه للجميع دون عوائق، تأكيداً لمفهوم الوصول الحر للمعلومات

دعوة الناشرين العرب للمشاركة الفاعلة في مؤتمرات الاتحاد والمساهمة في تطوير العلاقة مع مؤسسات المعلومات العربية ومناقشة القضايا المتعلقة بالنشر بشقيه التقليدي والإلكتروني

تشجيع الباحثين والمبدعين العرب على المشاركة والمساهمة الفاعلة في تحرير ونشر المواد العلمية والإبداعية والمشاركات على الإنترنت والتفاعل مع تطورات الجيل الجديد

إنشاء مستودعات عربية مفتوحة للمحتوى الرقمي وتشجيع المبدعين العرب على إيداع إبداعاتهم فضلاً عن إصدار المزيد من الدوريات والمصادر العربية الرقمية المتاحة مجاناً عبر الإنترنت

تشكيل فريق عمل من المتخصصين للمساهمة في تطوير آليات وقوانين حقوق التأليف والإبداع والنشر

قيام المكتبات العربية بحسبان الدوريات ومصادر المعلومات المتاحة وفقاً لنظام النفاذ الحر، جزءً من مجموعاتها المكتبية

ضرورة تعاون الجمعيات المهنية والأقسام العلمية الأكاديمية لاعتماد برامج تطوير وتدريب مستمر للعاملين والعاملات في التخصص

قيام الاتحاد باستحداث فروع تعكس الاهتمامات النوعية لأعضاء الاتحاد، بدءاً باستحداث فرع التعليم والتدريب لتفعيل التعاون بين أعضائه ومناقشة قضاياه

أن تعمل المؤسسات الأكاديمية العربية على اعتماد مقررات خاصة بتنمية الوعي المعلوماتي والمهارات المعلوماتية في المستويات الجامعية الأولى وأن يكون لاختصاصي المعلومات دور في تقديم هذه المقررات

دعوة المكتبات العربية للمشاركة في مشروع الفهرس العربي الموحد والاستفادة من خدماته

تبني الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات (اعلم) إنشاء قاعدة بيانات بالكفاءات العربية المتخصصة وإتاحتها للجميع دعماً للتواصل والاستفادة من الخبرات العربية في هذا المجال، إضافة لإتاحة الإصدارات العلمية للاتحاد تأكيداً لمبدأ الوصول الحر للمعلومات

المؤتمر التاسع عشر
تقدمت ست دول عربية لاستضافة مؤتمر الاتحاد القادم وهي مصر والأردن والسودان وعمان وقطر والمغرب. وبعد دراسة الملفات من قبل لجنة شكلت لهذا الغرض تم اختيار ثلاث دول منها وهي قطر وعمان والمغرب (على اعتبار عدم استضافتها للمؤتمر من قبل، بينما استبعد ملف السودان لأن الطلب الرسمي الذي تقدمت به نص على العام 2009 وليس للعام القادم 2008). وقد طُلب من الدول الثلاث قطر وعمان والمغرب استكمال ملفاتها وتأكيد التزاماتها - في مراسلة لرئيس الاتحاد - وبخاصة فيما يتعلق بالدعم المادي واللوجستي وذلك خلال شهر من تأريخه. وسيعلن الاتحاد اسم الدولة الفائزة بتنظيم المؤتمر على موقع الاتحاد قبل نهاية هذا العام

أما الموضوع المقترح للمؤتمر القادم فهو

التعاون بين مؤسسات المعلومات العربية في عصر الرقمنة

خاتمة
وفي الختام يرفع المؤتمرون برقية شكر وتقدير لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- لرعايته الكريمة للمؤتمر ودعمه لفعالياته. كما يتقدم المشاركون في المؤتمر بالشكر والتقدير لصاحب السمو الملكي الأمير خال الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة و صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز محافظ جدة للاهتمام والرعاية التي لقيها المؤتمر والمشاركون في فعالياته من مختلف المسؤولين في مدينة جدة.
كما يرفع المؤتمرون بخالص الشكر والتقدير لمقام وزارة الثقافة والإعلام ممثلة بوزيرها معالي الأستاذ السيد إياد أمين مدني وسعادة وكيل الوزارة للشؤون الثقافية الدكتور عبدالعزيز السبيل لما لقيه المجتمعون من رعاية واهتمام وشراكة حقيقية ساهمت في نجاح المؤتمر

والله الموفق
د. سعد الزهري الغامدي - جـدة
الموافق 20/11/2007 م