دراسة اليوم : مرادم النفايات

ردم النفايات في الكويت

قرأت قبل فترة ملخصا لدراسة أعدتها د.مها الفرج حول مواقع ردم النفايات في الكويت ... و الحق يقال أن الدراسة جديرة بالقراءة و التوقف عندها , إذ أنها تطلعنا على حقائق بيئية قد تكون خافية على الكثيرين منا... و التي تستوجب تحركا حكوميا و شعبيا لحلها .. و إلا كنا عرضة لمشاكل بيئية و صحية كثيرة في المستقبل.

في بداية الدراسة تعرف الدكتورة النفايات على أنها مواد صلبة أو سائل أو غازية ناتجة عن عمليات التصنيع و الاستهلاك المنزلي .. وأوضحت أن هناك نوعان من النفايات:
1- العادية أو الحميدة
2- الخطرة
و تبين أن كل أنواع النفايات إذا لم يتم التخلص منها بطرق سليمة وفقا لأحكام القانون الوطني و الدولي فإنها تشكل خطرا على البيئة.

استخدمت الباحثة في دراستها المنهج التحليلي, الذي يعتمد على الأساليب الإحصائية و الكرتوجرافية, بالإضافة إلى التحليل من الصور الجوية.
في البداية تحدثت الباحثة عن أنواع النفايات الموجودة في الكويت , و التي قسمتها إلى نوعيها العادي , و يشمل:
نفايات منزلية
مخلفات تجارية و زراعية
مخلفات إنشائية
زيوت
حيوانات نافقة
مخلفات الحماة
المخلفات السائلة
مخلفات السيارات القديمة
و أيضا النفايات الخطرة و تشمل:
المخلفات النفطية
النفايات الطبية
و قد تطرقت الباحثة لذكر طرق التخلص من النفايات الطبية و التي حددتها بالحرق, التعقيم بالبخار تحت الضغط, التطهير الكيميائي, إشعاع الميكروييف, و التدوير.
من بعدها شرحت الباحثة توزيع المرادم في مناطق الكويت المختلفة, و عينت العامل منها و المغلق, و قد أسهبت في الشرح الدقيق لموقع كل مردم وخصائصه, وأثره البيئي, و عرضت الصور الجوية لكل مردم.
الغريب , أن د.مها توضح في دراستها أن احد مواقع الردم هو موقع القرين, و الأغرب هو أن المردم يقع وسط المناطق السكنية!! و على الرغم من إغلاقه إلا أنه لم يعالج بشكل كامل يحفظ صحة و سلامة السكان القاطنين هناك.
و كذلك أوردت الباحثة أسماء مواقع للردم مثل اليرموك, وشرق الصليبية وهي محاطة بالمناطق السكنية.
جزئية أخرى بينتها الباحثة , وهي "أن دولة الكويت مازالت تعالج ردم النفايات بطرق بدائية تؤثر بالسلب على صحة المواطنين, ويؤكد ذلك ما يحدث في مواقع القرين و جليب الشيوخ و الدائري السابع" , وقد بينت أن الطرق المعتمدة عندنا هي الحرق, و إعادة التدوير و الردم الصحي, وتعتبر د.مها جميع مواقع ردم النفايات في الكويت غير مصممة طبقا للمعايير البيئية الصحيحة و هي إذ ترى ذلك توضح الصورة الصحيحة للردم مطعمة رأيها بالصور التوضيحية.

وفي ختام الدراسة أوصت بنشر التوعية الإعلامية, و تنمية الوازع الديني لحث السكان على المحافظة على البيئة, و تشجيع الاستثمار في صناعات تدوير النفايات
وكذلك أوصت بإجراء مسوح دورية لمعرفة معدلات الزيادة و النقصان في كمية النفايات بالإضافة إلى سن القوانين , وفرض الرسوم على كمية النفايات.. وتدريب العمالة مهنيا بشكل يحفظ سلامتهم و صحتهم

الدراسة التي تقدم شرحها دقيقة للغاية و حسبما يتضح من محتواها فقد بذلت الباحثة جهودا جبارة في سبيل جمع البيانات و الإتيان بالنتائج.
أرجو من الإخوة و الأخوات المتخصصين أن يقوموا بالاطلاع عليها ليعوا حجم المسؤولية البيئية التي تقع على عاتقنا كأفراد.

كتبت علياء