سمرقند و الخيام و معلوف

من ضمن القراءات التي كانت مقررة علينا في الرواق كانت رواية سمرقند للكاتب أمين معلوف... الحق يقال أن معلوف قد أبدع في عرضه الروائي إذ ينتقل بك من 1072 إلى 1912, حيث يأخذك في رحلة تاريخية من زمن الشاعر الفارسي عمر الخيام و ينتقل بك بحبكة قصصية مشوقة في ذلك الزمن الإسلامي, حيث يطلعك على خصائص العصر السلجوقي, و يلقي الضوء على أهم المدن الإسلامية (مثل بخارى, سمرقند, نيشابور...) في ذلك الزمان.
و مع مخطوط عمر الخيام ينقلك إلى جمال الدين الأفغاني... ودوره و آراءه ثم يرتحل و إياك إلى إيران بدايات القرن العشرين و أحداثها السياسية حتى يصل إلى التيتانيك و يغرق معها.
الحس في الرواية هو حس الجمال, فمن جمال عمر الخيام وصباحة وجهه إلى فتوة المدائن الفارسية الكبرى إلى طلاوة شعر الخيام, وجمال النساء اللاتي ذكرن في الرواية. كما انه انتقى من شعر الخيام مافيه روعة و إبداع ليفتتح بها بدايات فصول روايته, فهو القائل : الجنة و النار هما في ذات نفسك..
إن من أجمل ماأعجبني في الرواية هو أن الكاتب تجرد من التحيز, وطرح مختلف الآراء و التوجهات كما وردت دون انعكاس ذاتي عليها, فهو يعطيك نظرة على التاريخ و السياسة و الدين و لكنها نظرة من عدة أعين لا عين واحدة
و قد استمتعت كثيرا في جولتي بسمر قند و أرجو أن تقرؤوها و تستمتعوا بها انتم أيضا أعزائي القراء

الرواية : سمرقند
المؤلف : أمين معلوف
السعر : 3.500
المكتبة : العجيري